السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: مشكلتي أنني مترددة في اتخاذ قراراتي واتأثر فيما يقال لي - وليس من أي شخص - وإنما فقط إذا كان له مكانته العلمية و الدينية
وبعد اتخاذأي قرار كثيرا ما أندم مع أنني لست من اولئك الذين يتخذون قراراتهم بناء على مايحبون أو يكرهون فقط دون مراعاة أي شئ آخر! لا فأنا امتلك بعد نظر - ولله الحمد - واحسب لكل شئ حسابه فلا اقدم على أي شيء حتى اسئل نفسي هل هو مما يرضي الله أم لا؟ وغيرها فأنا يهمني أن أكون صادقة مع الله في اتخاذ قرارتي... ؟
هل السبب أنني اقدم على أشياء لا احبها ولكن لأن أهل العلم والاختصاص اشاروا علي بذلك أو لأن الوالدة طلبت مني ذلك... ؟ أم لأنني انظر لما حولي من كذا زاوية فاندم لأنني راعية زاوية واهملت اخرى أم ماذا... ؟ افيدوني مأجورين؟ أرجو أن اكون وفقت لايصال ما اصبو اليه... والله الموفق وعليه التكلان.
إلى الأخت الفاضلة...في البداية أشكر لك اختيار الموقع للمشورة والأخذ بالرأي ,فأرجوا من الله أن نكون عند حسن الظن.
من خلال ما ذ كرته عن شخصيتك وترددك في اتخاذ القرارات وعدم ثقتك إلا بأشخاص معينين, من وجهة نظري وقراءاتي أجد أن هذه السمات أعراض لشخصية وسواسيه بمعنى أن صاحب هذه الشخصية يتسم بالتدقيق وحب المثالية والقلق ,وعدم الثقة بالآخرين وبآرائهم , وتوقع الأذى و تضخيم المواقف وهو ما ترينه أحيانا((بعد نظر))!!!
فالتردد وعدم القدرة على اتخاذ القرار هو وليد لهذه الأسباب ونتيجة حتمية لتفكير سلبي ولرؤية سلبيه للأمور والمواقف, وهذا ما يؤدي إلى أثر بالغ وجوهري في حياة الشخص ونظرته لنفسه وللآخرين ولعلاقته معهم!!
ولهذا أقترح أختي الكريمة بعدة أمور أرجو أن تجاهدي نفسك لتطبيقها:-
1-تذكري أن الله تعالى يقول {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
2- احرصي على توسيع دائرة ثقتك بالآخرين ولا تحصري نفسك بأناس معينين ودرجات علمية معينة.
3- عند اتخاذك لأي قرار اعملي على ترتيب الأولويات وتقسيم الإيجابيات عن السلبيات وحصرها وبالتالي التعامل مع الموقف بما يناسبك من الإيجابيات ويبعدك عن السلبيات.
4- احرصي على تحسين وتعديل أفكارك بإيجابية أكثر وبتفاؤل أكثر وأبعدي عنك الأفكار السلبية اتجاه نفسك والآخرين.
5- تذكري ما وصانا به رسولنا الكريم بقوله((يسروا ولاتعسروا وبشروا ولاتنفروا)) فعلى الإنسان المؤمن أن يكون هينا لينا ومتقبلا لأراء الآخرين.
ولا تنسي أن التعود على التردد يؤدي إلى ضعف في التوكل على الله أولا وإلى الشعور باليأس والإحباط ثانيا ,وبالتالي يؤذي الإنسان نفسه ومن حوله و يتعبهم بكثرة تردده وحرصه الزائد عن الحد , وعناده وإصراره في الرأي.
وأخيرا احرصي على التوازن في الاستجابة للمواقف والأحداث واتخاذ القرارات ولا تنسي قولة تعالى: ( (وأمرهم شورى بينهم)) فكوني أكثر مرونة وهونا في تقبل الآخرين وأرائهم.
وأنصحك بقراءة بعض الكتب التي ستعينك بإذن الله على تطوير نفسك وتوسيع فضاء فكرك مثل:-
1_ كتاب "استمتع بحياتك " للدكتور. محمد العريفي.
2_كتاب "أسعد امرأة في العالم" للدكتور. عائض القرني.
وفقك الله وسدد خطاك.
الكاتب: أ. سلطان بن عبد الله المياح
المصدر: موقع المستشار